منتدى مصر للإعلام.. منصة جديدة لتحقيق التنمية الإعلامية المستدامة

"منتدى مصر للإعلام".. منصة جديدة جاءت لتحيى آمالا كبيرة فى نفوس الإعلاميين المصريين والعرب، وكانت فاعلياته التى امتدت على مدار يومى 27 و28 نوفمبر

بمثابة بوابة أمل لأجيال جديدة تتلمس طريقها فى مهنة بمحفوفة بمخاطر التكنولوجيا وما تفرضه من تحديات، وجيل قديم يخشى على مهنته من الانقراض.. وكان أول نجاحات منظمى المنتدى أن جمعوا جيلين تحت سقف منصة واحدة تضم مختلف الثقافات، ليتشاركوا الخبرات ويبحثوا معا عن أفضل الحلول والفرص المستقبلية.

فى الجلسة الافتتاحية قالت رئيسة المنتدى نهى النحاس إن المنتدى هو منصة للمشاركة والاشتباك فى قضايا صناعة الإعلام، مضيفة أن افتتاح الفاعليات يصادف بالنسبة لها أنها أتمت 26 عامًا من العمل الإعلامي، منها 14 عاما من العمل الدولى، لافتة إلى أنها كلما حضرت تجمعا دوليا لصناع الإعلام كان يراودها نفس الحلم، وهو خلق تجمع مهنى كبير مماثل فى القاهرة يكون قبلة سنوية لإعلام الشرق والغرب.

وأكدت النحاس أن المؤسسات الإعلامية تعانى من انخفاض فى مصادر التمويل، وارتفاع تكلفة تدريب الكوادر، فى الوقت الذى تتغير فيه سمات الجمهور بشكل أسرع من المتوقع، مشيرة إلى أن النسخة الأولى من المنتدى كرمت مجموعة من الأسماء الصحفية المصرية العربية بإطلاق أسمائهم على قاعات ومنصات المنتدى.

واختتمت كلمتها قائلة: "لكى نطوى صفحات الماضى ونستعد للمستقبل يجب أن نتذكر بفخر الآباء المؤسسين للعمل الصحفى والإعلامي، ومن هنا جاء جدار الاستحقاق لتكريم كبار الصحفيين المصريين".

جاءت أولى جلسات المنتدى تحت عنوان "الجمهور الجديد.. هذا ما نعرفه حتى الآن" وناقشت التغيرات الجوهرية التى طرأت على الإعلام والجمهور بعد جائحة كورونا، خاصة أن الدورة الأولى للمنتدى حملت شعار «الجمهور الجديد.. جائحة التغيير»، وشارك فى فاعلياتها أكثر من 1200 صحفى وإعلامى ودارس من مختلف دول العالم، إضافة إلى أكثر من 150 خبيرا ومدربا عبر فعاليات وجلسات وعروض ابتكارية إضافة إلى أبرز وسائل الإعلام المصرية والعربية والدولية.

وناقشت أجندة منتدى إعلام مصر مجموعة من الموضوعات التى تندرج جميعها تحت العنوان الرئيسى للمنتدى، وتنقسم إلى مسارات التكنولوجيا والمحتوى والممارسات المحترفة، وتناولت كل ما هو جديد فى مجال صناعة الإعلام والتأثير، والموضوعات التى شكّلتها التحديات الإعلامية خلال السنوات الأخيرة وتحولت إلى ظواهر مستحدثة تستحق الدراسة والحوار الجادين، لا سيما أنها لم تخضع للمناقشة أو التأطير حتى الآن.

وكان من بين أبرز فاعليات المنتدى جلسة تحت عنوان «الانحيازات السياسية فى الصحافة الغربية: الحرب الروسية نموذجاً»، وتحدث خلالها كل من عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق المصرية، ومحمد هانى مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط، وخالد داود الصحفى بجريدة الأهرام، وكيورت ديبورف من جامعة بروكسل.

وخلال الجلسة تكشفت الادعاءات الأوروبية الزائفة حول مفهوم الحياد الإعلامي، واستعرض الحاضرون الأخطاء والتجاوزات المهنية وتوجيه المعلومات الذى جرى عبر منصات الإعلام الأوروبى المنحاز لمصالح ورغبات ملاكه.

حاول المنتدى وضع سمات ما وصفه بالجمهور «المتمرد» فى جلسة بعنوان «الجمهور الجديد: هذا ما نعرفه حتى الآن»، وتحدث خلالها علاء الغطريفى رئيس التحرير التنفيذى لمؤسسة «أونا» للإعلام، وعمرو العراقى المحاضر فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

انطلقت فعاليات اليوم الثانى للمنتدى بجلسة تحت عنوان "تحدى وصول الأخبار إلى الجمهور الجديد: القاهرة الإخبارية نموذجا"، وكان المتحدث هو الإعلامى أحمد الطاهرى رئيس قطاع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

كانت أكثر جلسات المنتدى إثارة للشغف تتعلق بـ"الصحافة المبنية على التسريبات.. الضوابط الأخلاقية والمهنية"، وكان المتحدثون 3 شخصيات لها ثقلها فى هذا المجال، وهم ديلفين رويتر صحفية بيانات وباحثة، ويلينا كوزيك مديرة التدريب فى الاتحاد الدولى للصحفيين، والكاتب الصحفى ياسر الزيات المحاضر الدولى الذى أشرف على الكثير من مشاريع التحقيقات الاستقصائية فى عدة دول.

منتدى مصر للإعلام المملوك لشركة N30 الرائدة فى الإعلام والاتصال الاستراتيجي، من المقرر أن يعقد سنويا فى القاهرة، ليكون منصة دولية للتنمية والتطوير الإعلامي، بهدف التواصل مع جميع الخبرات المهنية والتجارب الجادة؛ لتقديم خريطة جديدة لإعلام المستقبل، عبر دعم المعرفة المتطورة فى مجال الإعلام وسياساته وبناء القدرات والكوادر لخلق جيل جديد من الإعلاميين ذوى الكفاءة المدعمين بقيم ومبادئ المهنة.